حصرت اتحادية الجبهة بفرنسا نتائج شهر من العمل الفدائي (من 21 أوت إلى 27 سبتمبر) بفرنسا في الحصيلة التالية: ـ مهامجة 181 هدف ـ القيام بـ56 عملية تخريب. ـ عدد القتلى .82 ـ عدد الجرحى .188
طبعا كثير من العمليات لم تحقق أهدافها كما سبقت الإشارة، لكن رئيس الاتحادية يعتبرها مرضية بصفة عامة على الصعيدين التقني والسياسي. فقد رفعت معنويات المناضلين والمجاهدين داخل الجزائر وخارجها، وتركت ارتياحا كبيرا في صفوف الجالية الجزائرية بفرنسا خاصة، رغم تصاعد موجة القمع المسلط عليها جراء ذلك.
ومن نتائجها المباشرة إبقاء 80 ألف جندي فرنسي كانوا في طريقهم إلى الجزائر. ومن جهة أخرى فقد كانت العمليات التي هزت فرنسا هزة عنيفة ثار إعجاب الأشقاء والأصدقاء.. وقد عبر عبد الله بن طبال مسؤول الشؤون الداخلية عن ارتياح لجنة التنسيق والتنفيذ، بقوله مخاطبا بوداود: ''لقد شرفتمونا ورفعتم رؤوسنا''.. وقد تلا ذلك مباشرة استقبال كل من الرئيس عبد الناصر وبورفيبة للجنة التنسيق والتنفيذ التي تلقت بالمناسبة تهاني الرئيس التونسي.
وقد أفردت لجنة التنسيق عمليات ليلة 25 أوت ببيان طويل شبهت فيه ما حدث بفاتح نوفمبر 54، معتبرا ذلك ''فصلا جديدا من كفاح الشعب الجزائري من أجل استقلاله''. وحسب البيان أن العمليات حققت أهدافها، ولا سيما:
ـ توسيع رقعة الحرب إلى فرنسا ذاتها.
ـ الإضرار باحتياطي الوقود الذي يغذي آلة الحرب في الجزائر.
ـ تأكيد عزم جبهة التحرير على التصدي لمشاريع استغلال ثـروات الجزائر (بما في ذلك الصحراوية منها) دون إرادة شعبها وقيادته. وأشار البيان من جهة أخرى، إلى أثـر هجومات ليلة 25 أوت في تعزيز حملة جبهة التحرير على استفتاء 28 سبتمبر، حول دستور الجمهورية الخامسة الذي يعتبر ''الجزائر جزءا لا يتجزأ من فرنسا''.
واستغل البيان المناسبة ليخاطب الشعب الفرنسي، مشجعا إياه على التخلي عن مبالاته إزاء الحرب الطاحنة التي تخوضها حكومة باريس باسمه في الجزائر، كي لا يترك المجال مفتوحا أمام كمشة من المتطرفين تعيث فسادا بسمعته ومصالحه الاستراتيجية..
ولم تنس اللجنة تحية منفذي العمليات المذكورة الذين ''يعرفون كيف يموتون مع المحافظة على أرواح النساء والأطفال''.. فهذا المثل الأعلى (في الحرب) هو ضمان انتصارنا''.. وكانت صحيفة ''المجاهد'' لسان قيادة الثورة قد تناولت العمليات في افتتاحية عدد 28 أوت، تحت عنوان ''في كل ميدان معركة وانتصار'' مسجلة أن خزانات الوقود التي تشتغل تؤكد أن هناك ''حريقا واحدا من الجزائر إلى فرنسا''، وأن معركة النفط تسير جنبا إلى جنب مع معركة التحرير السياسي حتى الاستقلال''.
واعتبرت الصحيفة فتح جبهة جديدة -فوق التراب الفرنسي- ''استمرارا طبيعيا ومنطقيا للحرب التحريرية التي نخوضها.. وردا -مشروعا- على حرب استعمارية طالت أكثـر مما ينبغي''.
وتركت عمليات 25 أوت صدى كبيرا بفرنسا ذاتها، حتى أن صحيفة ''لوبروفنسال'' اعتبرتها ''كارثة وطنية'' ووضعت الصحافة وجانب من الرأي العام مصالح الأمن في قفص الاتهام، وهي التي ما انفكت تزعم في بلاغاتها أنها ''فككت تنظيم اتحادية الجبهة! فإذا بهذه الفلول تستجمع قواها من جديد لتفتح جبهة جديدة للحرب في فرنسا ذاتها!