استضافت جمعية ''مشعل الشهيد'' السبت الماضي، المجاهد السعيد بوعزيز، للإدلاء بشهادته حول عمليات ليلة 25 أوت 1958 بفرنسا في ذكراها الخمسين. وذكر عضو قيادة اتحادية جبهة التحرير بفرنسا (من 1958 إلى الاستقلال) المكلف بالعمل المباشر (المنظمة الخاصة)، بأن قرار نقل الثورة إلى تراب العدو صدر عن موتمر الصومام بهدف إحداث قلاقل أمنية لتحسيس الشعب الفرنسي بالحرب الجارية في الجزائر.. وغداة عودة الجنرال شارل دوغول إلى الحكم، صرح فرحات عباس باسم الجنة التنسيق والتنفيذ محذرا، بأن الجبهة ستنقل الحرب فعلا إلى فرنسا في حالة الاستمرار على نفس النهج الذي سار عليه سابقوه من حكام الجمهورية الرابعة. وكانت اتحادية فرنسا جاهزة لذلك في يوليو 1958، بعد قرابة السنة من التحضير الذي استوجب إرسال عدد من المناضلين إلى مركز التدريب بالعرائش (المغرب) لإتقان عمليات ''الكومندو''. وقد تولى هؤلاء تأطير عمليات فجر 25 أوت التي تجاوزت مائتي هجوم في فرنسا.. وحسب الشاهد فإن النتائج كانت إيجابية، بدليل تجدد إقبال المهاجرين على الانخراط في الاتحادية، وتحسن مداخيلها المالية تبعا لذلك..
طبعا كانت كلفة الجرأة الثورية -المتمثلة في الهجومات المذكورة- باهظة، بعد الحكم بالإعدام على 10 من المشاركين فيها، وتنفيذ الحكم في اثنين منهم.. لكن صدى هذه الجرأة كان كبيرا كذلك، بدليل إعجاب الجنرال جياب الذي علق على العمليات قائلا: ''إنها المرة الأولى التي ينقل فيها المستعمر (بالفتح) الحرب إلى تراب المستعمر! (بالكسر)