أصدر عدد من علماء المملكة العربية السعودية عديدا من الفتاوى تحرم مشاهدة المسلسلات التركية المدبلجة التي تعرضها بعض القنوات الفضائية في الآونة الأخيرة؛ وذلك بعد أن تسببت في وقوع عدة حالات طلاق في عدد من الدول العربية، موجهين دعوتهم إلى الشباب بألا يستجيبوا للدعوات التي تهدف إلى إفساد قيمهم وأخلاقهم وإبعادهم عن المنهج المستقيم؛ مما أثار موجة من الجدل داخل المجتمع العربي حول دور الدراما في نشر أخلاقيات تدعم الكيان الأسري، أو تكون معول هدم للإستقرار الزوجي.
وكان "ناجي كورو" السفير التركي بالعاصمة السعودية الرياض قد أعلن أن الدراما التركية قد أسهمت في تحويل بلاده إلى قبلة للسائحين العرب لاسيما السعوديين، مشيرا إلى أنه من المتوقع أن يزور تركيا خلال الصيف الحالي 100 ألف سعودي مقارنة بـ30 ألفا فقط زاروها في الصيف الماضي، بحسب ما نقلته جريدة "سعودي جازيت الإنجليزية".
وبحسب السفير التركي، فقد نجح المسلسلان التركيان "سنوات الضياع"، و"نور" في جذب أكثر من 100.000 سعودي في أقل من عام، حتى إن رحلات الإيرباص من الرياض إلى إستانبول وصلت إلى أربع رحلات أسبوعيا، بعد أن كان من المعتاد أن تقلع رحلتان فقط خلال هذه المدة، مشيرا إلى أن إستانبول وبرسا ويالوفا وأنطاليا، هي أكثر الأماكن تفضيلا من جانب السائحين السعوديين الذين يزورون تركيا.
وأضاف أن هذا الإقبال لا يعني أن كل ما يعرض في هذين المسلسلين من قصص تمثيلية يوافق ثقافة الشعب التركي المسلم، قائلا: إن نظام الحكم في تركيا علماني، ولكن في الوقت نفسه توجد في هذا البلد الكبير جماعات وأعراق مختلفة يتعايشون بحب وسلام، ويلمس كل من يزور تركيا بوجه عام و"إستانبول" على وجه الخصوص الثقافة الإسلامية؛ حيث يستطيع الزائر أن يشاهد التلال السبعة، وكل تلة عليها مسجد كرمز إسلامي للبلد، الذي لا يزال يزخر بالثقافة العثمانية، وفقا لما نقلته جريدة الرياض.
مشاعر مفقودة
وكان المسلسلان التركيان قد حققا أعلى نسبة مشاهدة على مستوى الأعمال الدرامية التي يتم عرضها على قنوات الـ (mbc) بحسب "العربية.نت"، حتى إن بعض التقارير ذكرت أن المجموعة اشترت البث الحصري لأكثر من 100 مسلسل تركي جديد، في دليل على نجاح التجربة، بعد أن كانت المسلسلات المدبلجة ساحة للإنتاج المكسيكي، مما يؤكد أن المشاهد العربي بات يبحث بشغف عن المشاعر والأحاسيس التي يفتقدها في المسلسلات العربية، وهو الأمر الذي عكسه الانتشار الكبير لصور أبطال المسلسلين في أماكن بيع صور نجوم الفن والرياضة في الشوارع العامة، كما امتد الأمر لتصبح قصة شعر الممثلة "توبا" ضمن تشكيلة الموضة الجديدة لقصات شعر 2008 التي أطلق عليها اسم الممثلة، وأصبحت المقدمة الموسيقية لهذين العملين هي نغمة الجوال المفضلة لدى الكثيرين.
وتشير العديد من وسائل الإعلام إلى الإقبال الشديد على مسلسل "نور" من قبل الفتيات لشغفهن بجمال بطل المسلسل "مهند" أفضل عارض أزياء في تركيا، وأن الشباب هم الأكثر متابعة لمسلسل "سنوات الضياع" الذي تتصدر بطولته "لميس" واسمها الحقيقي "توبا".
كما أن هناك جروبا خاصا ببطل مسلسل "نور" (مهند) أسسه معجبوه ومعجباته على الفيس بوك، بلغ عدد أعضائه أكثر من 9 آلاف معجب ومعجبة، وتنهال التعليقات على صفحة "مهند" باللغات التركية والإنجليزية والعربية، حيث تقرأ الكثير من تعليقات الإعجاب والافتتان بالممثل الشاب من قبل فتيات يعتبرنه بطلهن المفضل، وأخريات يعتبرنه فارس أحلامهن.
طلاق درامي
ولكن كما تسببت هذه الأعمال الدرامية في جذب المشاهدين والتفافهم حولها، فقد تسببت من ناحية أخرى في تفريق شمل بعض الأسر، ووقوع بعض حالات الطلاق.. فبحسب ما ذكرته صحيفة "اليوم السعودية" عندما أبدت إحدى الزوجات استياءها من طريقة تعامل زوجها معها، مقارنة بما تشاهده من رومانسية في تعامل بطل المسلسل مع زوجته، ثار الزوج بشدة فنطق يمين الطلاق وطردها إلى بيت أهلها، كما شهدت مدينة المكلا اليمنية حالتي طلاق بعد شعور الأزواج بالغيرة من بطل المسلسل مهند، وإهمال الزوجات لهم، ورفضهن تلبية طلبات الأزواج وقت بث المسلسل.
الجدير بالذكر أن مسلسل "سنوات الضياع" تصل عدد حلقاته إلى (150) حلقة، ومسلسل "نور" يمتد إلى (165) حلقة تلفزيونية، وهو الأمر الذي يعد جديدا على المشاهد العربي الذي تعود على مشاهدة مسلسلات لا تمتد لأكثر من (30) حلقة فقط.
الخوف من "الضياع"
وكما نالت هذه الأعمال إعجاب المشاهدين من جميع الأعمار وخاصة المراهقين منهم، فقد استطاعت أن تنال أيضا إعجاب الصغار، وحول إعجاب الأطفال بالمسلسلين التركيين التقى مراسل "إسلام أون لاين.نت" ...
الجمعة أغسطس 08, 2008 11:38 pm
